
تتسم الزيارة الرسمية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى أنجولا بأهمية خاصة، لكونها تتوج مرحلة جديدة من التعاون الوثيق بين البلدين، في إطار حرص الدولة على بناء علاقات شراكة فعالة مع دول أفريقيا، ومختلف أنحاء العالم.
إذ تحظى القارة الأفريقية بأهمية خاصة في استراتيجية الدولة لبناء علاقات دولية راسخة قائمة على الشراكات والمصالح المشتركة.
وتعد علاقات دولة الإمارات اليوم مع أنجولا نموذجاً متميزاً في هذا المجال، حيث حرصت الدولة على تعزيز علاقاتها مع أنجولا في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والتنموية، إلى جانب ضخ استثمارات كبيرة في قطاعات حيوية تشمل الطاقة والتكنولوجيا والخدمات اللوجستية البحرية، حيث تقوم شركات إماراتية رائدة بالاستثمار في قطاعات رئيسية من الاقتصاد الأنجولي، منها: «مصدر»، و«دي بي ورلد»، ومجموعة موانئ أبوظبي، ومجموعة «إيدج»، وشركة «جي 42».
وتهتم الإمارات أيضاً بالاستثمار في القطاع الزراعي في أنجولا، ما يدعم نمو هذا القطاع الحيوي ويعزز من إنتاج وصادرات البلاد من المنتجات الزراعية.
كما باتت دولة الإمارات مركزاً يسهل تدفق المنتجات الأنجولية، والأفريقية بشكل عام إلى العديد من الأسواق العالمية، في إطار استراتيجيتها الأوسع لأن تصبح مركزاً يربط أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا والعديد من المناطق الأخرى في العالم.
يذكر أن الاستثمار الإماراتي المباشر في أفريقيا خلال الفترة بين 2012 و2022 بلغ 59.4 مليار دولار، ما يجعل دولة الإمارات ثالث أكبر مصدر للاستثمارات إلى أفريقيا بعد الصين والولايات المتحدة.
وتساهم هذه الاستثمارات في دعم آفاق النمو في الاقتصادات الناشئة بالقارة الأفريقية مثل أنجولا وإثيوبيا وكينيا وتنزانيا وتعزيز قدراتها المتنامية لتصدير منتجاتها إلى الأسواق العالمية.
تسعى الإمارات إلى الاستفادة من التحول السريع لهذه الدول، من خلال ترسيخ مكانتها كحلقة وصل بين أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا وبقية الأسواق العالمية، حيث تعمل على تسهيل تدفق منتجاتها من الأغذية والمعادن والسلع، وتعزيز وصولها إلى الأسواق.
وقد تعززت العلاقات الاقتصادية بين الإمارات وأنجولا بشكل ملحوظ منذ عام 2021، خصوصاً أن أنجولا تمتلك تعداداً سكانياً سريع النمو، ويشهد اقتصادها نمواً متسارعاً، حيث أصبح سادس أكبر اقتصاد في أفريقيا... بالإضافة إلى أنها تتمتع بإمكانات زراعية كبيرة، حيث تتميز بتربة خصبة ومناخ مناسب يمكن أن يساعد الإمارات على تنويع وارداتها الغذائية؛ كما تعد أنجولا واحدة من أكبر مصدري الألماس في العالم، كما أنها تتمتع باحتياطيات كبيرة من المعادن، حيث إن المناطق الشاسعة غير المستكشفة لها تحتوي على احتياطيات كبيرة من المعادن الأساسية والنادرة مثل النحاس والكوبالت والمنغنيز والليثيوم، وهي جميعها ضرورية لتطور قطاعي التكنولوجيا والطاقة المتجددة في دولة الإمارات والعالم بأسره.