آخبار عاجل

تعلم ممن هو أصغر منك.. بقلم: خليل الذوادي

12 - 09 - 2025 10:54 15

كان الأجداد من حكمهم المأثورة يقولون لنا «تعلم ممن هو أصغر منك ومن هو أكبر منك وإلا فالزمن يتبرأ منك»، وكانوا يحثوننا أن نستفيد من كل أصحاب التجارب الحياتية والعلمية بغض النظر عن عمر من يقدم النصحية لك؛ فقد تكون غافلاً أو لم تمر عليك في الحياة تجربة عاشها غيرك فاستفاد منها وكانت له عبرة وعظة؛ فالمرء منا معرض لتجارب الحياة خيرها وشرها وعلينا أن نستفيد مما يمر علينا شخصياً أو نبدي النصحية والفعل والقول لمن يستحقه من الأهل والأصدقاء والمعارف.
فالحياة مليئة بالتجارب المفرحة والمحزنة وعلينا أن لا نقف مكتوفي الأيدي فنستخف من تجارب الآخرين، بل علينا التأمل فيما ينفعنا وينفع مجتمعنا.
استطاع البعض أن يكتب تجاربه من خلال مقالات ينشرها في الجرائد أو المجلات، والبعض آثر أن يكتبها في كتب ومراجع، والبعض آثر أن يبثها من خلال وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، واليوم مع التقنية الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي الهادفة يسعى لنقلها لمن يستخدمون هذه الوسائل وما أكثرها وليس ذلك يعني أن نسلم بها، فقطعاً نحتاج لمن هو الأقدر على فهم الأمور ووضعها في نصابها المعقول والمأمول... رحم الله الأجداد والآباء الذين أسدوا لنا النصائح والتوجيهات، تعلموها بالفطرة أو بما مر عليهم من تجارب الماضيين، كنا نحن الجيل الذي حبانا الله إلى الجلوس معهم سواء على موائد الطعام أو المجالس والديوانيات أو من خلال السفر والترحال أو من خلال زيارات الأهل والأقارب والأصدقاء؛ فقد كان تواصلهم الإنساني البشري مدعاة فخر واعتزاز، وكنا نأنس بالجلوس معهم والاستماع إلى تجاربهم في الحياة وبالمقابل كانوا لا يبخلون علينا بالنصح والإرشاد، ويشعرون أن من واجبهم إبلاغ الأبناء والأحفاد بهذه التجارب الحياتية التي مروا بها.
ما أحوجنا اليوم إلى النصيحة والتوجيه ونشعر بأن التحديات التي نواجهها تتطلب منا التكاتف والتآزر وأن نواجه الأمور بالصراحة المفيدة والتي ترسم الطريق إلى الخير والصلاح.
نحتاج في حياتنا إلى كل تجربة مبدعة وإلى الصديق الصدوق والأخ الذي ينشد الخير لك، فالتعاون والتآزر واللحمة الوطنية عناصر لإثبات الوجود والتغلب على مصاعب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحضارية...
لم تكن الحياة عندهم في تعقيدها الذي نشاهده اليوم، ولكن أيضاً ظروفهم الإجتماعية والتحديات الواقعية والطبيعية فرضت عليهم تحديات واجهوها بكل اقتدار وتمكن، وتعاونوا مع تحديات زمنهم بكل ما يملكون من طاقة وخبرة حياتية وآمنوا بأن تكاتفهم ومواجهة التحديات تفرض عليهم أن يوطنوا النفس لكل من يريد لهم الخير والفلاح...
كم نحن بحاجة إلى تعلم الكثير وتوطين النفس لكل ما يفيد مجتمعنا وأمتنا وأن نؤمن بأن في الاتحاد قوة وفي التفرق ضعف وهوان..
إن التاريخ مليء بالتجارب والعظة والنصيحة، وعلينا أن نقرأ التاريخ جيداً ونحلل التحديات التي نواجهها أو واجهها أسلافنا.
أتذكر إنه في جامعة الكويت في الفترة من 1968 – 1972م عندما درسنا التاريخ على يد الأستاذ الدكتور المرحوم شاكر مصطفى من سوريا الشقيقة كان ينظر إلى التاريخ ليس بمنظار القصص للماضين ولكن حثنا على دراسة التاريخ بنظرة تحليلية وتشخيصية نستفيد من العبر والعظات فكان يكرر القول بأن «التاريخ يعيد نفسه» ولذا كان يؤكد على النظرة التحليلية والتشخيصية للأحداث ويحثنا على أن نقوم في دراسة واستخلاص مما تعلمناه بنظرة تحليلية فاحصة للتاريخ القديم والحديث المعاصر.
 



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved